مدارس ومنشآت دون مخططات تنظيمية

على الرغم من قيام وزارة التربية والتعليم بمحاولات عديدة لتدارك مشكلة نقص المباني المدرسية بما في ذلك شراء الآلاف من قطع الأراضي في مختلف مناطق المملكة لإقامة هذه المدارس إلا انها لم تحقق الهدف المطلوب بالشكل المثالي والذي يأخذ بالاعتبار مصلحة الطلاب والطالبات والعملية التعليمية ومناسبة المواقع التي تم اختيارها لإقامة هذه المدارس ،حيث إنه من ناحية مصلحة الطلاب والطالبات فإن وجود المدارس وبالذات المراحل الابتدائية قريبة من المساكن التي تخدمها أمرٌ ضروري ومطلوب، عكس ما يتم حاليا من انتقال الطلاب بالسيارات الى المدارس لبعدها عن مساكنهم ،ما يتبع ذلك من ازدحام وخطورة وتعطيل للحركة المرورية وإرباك سياسة انشائية متأثرة بقلّة الأراضي تتلخص في قيام الوزارة بإنشاء مجمعات مدرسية من ثلاث مراحل في اراضي كانت مخصصة لمدرسة واحدة فقط سواء من ناحية المساحة او المخطط التنظيمي للأحياء وتم ذلك على حساب الساحات والملاعب والأفنية التي تقلّصت في معظم المدارس الجديدة ،وأصبحت المدارس عبارة عن كتل خرسانية تحوي غرفاً كئيبة وممرات طويلة وتم إنشاء المدارس الابتدائية من ثلاثة أدوار نظرا لضيق المساحة دون النظر الى مصلحة الطالب وصغر سنه وضرورة تمتع المدرسة ببيئة جاذبة ومحفزة ولا تزيد عن دور واحد مزودة بالملاعب والأماكن المفتوحة، وأما ضررها على الأحياء فإنه ونظراً لإقامة هذه المجمعات في مناطق غير مناسبة فإن ذلك سوف يتسبب في كثافة بالحركة المرورية داخل هذه الأحياء بسبب قدوم الطلاب من خارجها، الأمر الذي لم يخطط له اصلا خاصة في الأحياء المنخفضة الكثافة السكانية او التي تكون مداخلها محدودة أو شوارعها ضيقة، وجميعها لا تتوافر بها مواقف سيارات كافية للمنشآت المستحدثة مع امكانية ضعف شبكات الصرف الصحي في استيعاب هذه الخدمات التي أقيمت على أراضي مخصصة لمدرسة واحدة فقط ولذا فإن الوزارة مطالبة بإعادة النظر في هذا النمط الانشائي لتنفيذ المباني المدرسية لضمان الحصول على بيئة تعليمية مناسبة ومرافق تربوية متكاملة.
وطالما ان الأمر يتطلب غالبا نزع ملكيات لهذه الاراضي فإنه يمكن ان يتم ذلك بتوزيع جغرافي عادل وبتصاميم حديثة تحقق الغرض المطلوب حتى لو زادت التكاليف ،حيث إن هذه المدارس سوف تخدم اجيالا عديدة من الطلاب والطالبات ولسنوات طويلة ومن حقهم الحصول على مرافق تعليمية مطورة تشتمل على فصول مريحة ومكاتب كافية وقاعات طعام مجهزة ومعامل مؤهلة وملاعب وساحات رياضية وغيرها من الفراغات اللازمة للعملية التعليمية والثقافية والرياضية والتربوية المرتبطة بالتعليم وتصمم بطرق مبتكرة وحديثة ومتنوعة وتكون جزءًا مكملا للأنشطة العامة بالأحياء يمكن الاستفادة منها في الفترات المسائية وعطل الأسبوع والعطلات الرسمية لأغراض التعليم المستمر والترفيه والأنشطة الرياضية بدلا من هذا النمط الحالي للمباني لكل المراحل التي اصبحت تمثل كياناً غير محبب لدى الطلاب، تتكرر معهم من المرحلة الابتدائية الى الثانوية كما لا يفوتنا التأكيد على ضرورة تفعيل دور البلديات بايقاف هذه التجاوزات في التراخيص والزام وزارة التربية والتعليم بإنشاء المباني حسب المخططات التنظيمية المعتمدة التي حددت بالحي مدرستين او ثلاث مدارس فقط.