نظـرة متأنيـة للواقـع الهلالـي ، ومشكلة الــ .... الهامة جداً هل يجد كالديرون لها حلا

نظـرة متأنيـة للواقـع الهلالـي ، ومشكلة الــ .... الهامة جداً هل يجد كالديرون لها حلا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

لن أتطرق هنا للمواضيع الفنية والمدرب أو تقييم مستوى اللاعب الفلاني أو غيره بل سأتحدث عن جانب معين فقط ...

...

بعد أن تقدم الهلال بـ 3 أمام الأهلي جاءت هجمة أهلاوية وشاهدت ردة فعل لاعبي الهلال الغريبة وتعجبت وبعدها تركت المبارة والنتيجة 3-1 وقلت لمن عندي ستنتهي المباراة أهلاوية ,,, وحدث ما توقعته .

يا ترى ما السبب ؟؟

فريق يتقدم بـ 3 وعلى أرضه وفي الشوط الثاني وفي لحظات ينهار ويستقبل هدفين باردين !! وبعدها يخرج اللاعبون والابتسامة تعلو محياهم ,,

قبلها هذا الفريق المدعوم بملايين لا حصر لها يتعادل مع القادسية ذو الامكانيات المحدودة ,,, ونفس الشيء التعادل يحدث في ملعب الهلال وأمام ناظري جمهوره ,,,

قبلها بأسابيع وأمام 70 ألف مشجع يعجز الفريق عن تشكيل أي خطورة على مرمى الفريق الإيراني وكل لاعب يحاول أن يتخلص من الكرة ويسلمها لـ رادوي وبعدها يختفي خلف الدفاع الإيراني ,,,

وسبق ذلك فضيحة بحق الهلال حينما تسابق يونس محمود ورفاقه في تسجيل رباعية جميلة في مرمى الزعيم كادت تتضاعف لولا لطف الله ورعايته واللاعبين أمضوا غالبية المباراة وكأن في أقدامهم سلاسل أو أثقال حديدية تصعب عليهم الحركة ,,,


كل السيناريوهات السابقة يجمع بينها خصلة واحدة مفقودة كانت أحد أهم الأسباب في ما حدث ...


هذه الخصلة الغائبة هي روح الهلال وحماسه وقتالية لاعبيه من أجل الشعار الأزرق الذي يرتدونه ,,,


الجميع هنا وهناك يردد ويتساءل لماذا رادوي يلعب بـ حماس وروح قتالية عاليه؟ ولا أعلم لماذا لا يكون السؤال بالعكس ونقول لماذا يغيب الحماس عن الكل ويظهر عند رادوي ؟


نعم غياب الروح هو أحد أهم أسباب تراجع الهلال وخسارته للعديد من البطولات في السنوات الماضية ,,,



حتى لا يصفني البعض بالانفعالي والمتشائم أو مثل من ينتقد ويبحث عن السلبيات فقط أقول له سأسألك سؤال وآمل إجابته :

متى آخر مرة حقق الهلال بطولة من أمام الاتحاد أو بعبارة أخرى كم مرة قابلنا الاتحاد في نهائي وفزنا فيه وكم مرة خسرنا في الأربع سنوات الماضية؟

ونفس السؤال ممكن إعادته مرة أخرى ولكن هذه المرة يكون الطرف الآخر الشباب ؟

طبعا أنا اخترت الاتحاد والشباب لأنهم هم المقياس الحقيقي للهلال وتفوقه وهم فقط من ينافس الهلال في السنوات الأخيره ,,, وطبعا اخترت المباريات النهائية والحاسمة لكونها هي الفصل والمكان الأنسب لاختبار روح الفريق وحماسه ,,,


طبعا الإجابة تقول أن الهلال خسر من أمام الاتحاد 3 نهائيات (2 دوري ، 1 كأس الملك للأبطال) وخسر من الشباب مرتين (1 دوري ، 1 كأس فيصل) في آخر أربع سنوات وفاز مرة واحدة على الاتحاد ومثلها على الشباب ...

المحصلة السابقة تفيد أن كفة الاتحاد والشباب تتفوق على الهلال في الأربع سنوات الماضية في المواجهات الحاسمة ,,,

نعم الهلال حقق مؤخرا بطولات عديده ولكنه في المقابل خسر نهائيات كثيرة وهذا غير معتاد للهلال وتاريخه ... وللتذكير فقط في الموسم الماضي الهلال لعب 3 نهائيات فاز في واحد وخسر اثنين ...يعني مسلسل التفريط بالبطولات مستمر ومن يعرف الهلال سابقاً يدرك أن تأهل الهلال للنهائي يعني بإذن الله تحقيق البطولة بنسبة تزيد عن 75% وقت ما كان يطلق على استاد الملك "مقبرة الخصوم" والآن أصبح للآسف (...) والباب الأسرع لضياع البطولات من الهلال ... وكما ذكرتم سابقاً بالمباريات الحاسمة مع الفرق التي من الممكن أن أقيس عليها الهلال كـ الاتحاد والشباب أزيد على ذلك خروج الهلال من البطولات الآسيوية أمام جماهيره على يد الوحدة الاماراتي وأم صلال وآخيراً ذوب آهان في مباريات من الممكن أن نطلق عليها أيضاً مباريات حسم غابت عنها الروح الزرقاء ولذا خرج الهلال منها خالي الوفاض ...

طبعا أنا حددت المدة بالأربع سنوات الماضية لهدف أعنيه وهو مرتبط بأن هذه الفترة شهدت اعتزال سامي ونواف التمياط ورحيل الدوخي وعبدالله الجمعان وغيرهم من اللاعبين الذين تتوفر فيهم الخصلة المفقودة حالياً وهي الروح والإصرار والقتال من أول المباراة حتى آخر دقيقة ,,,

للتذكير فقط فاللاعبين الذين ذكرت أعلاه (تحديداً سامي ونواف والجمعان) شاركوا في مباراة مع الأهلي في جدة وشهدت سيناريو مشابه للمباراة السابقة ولكن بالعكس حيث قلب الهلال النتيجة من هزيمة بـ 2 إلى فوز بـ 3 بعد أن ظهرت الروح الهلالية المعروفة,,,




حالياً لاعبي الهلال متوفر لهم كل شيء ولا عذر لهم على الإطلاق ومع ذلك لا ترى فيهم الروح والحماس والإصرار ...

لذلك مسببات كثيرة ورأيي هنا وقد يحتمل الصواب والخطأ أن السبب في ذلك هو كثرة اللاعبين القادمين من فرق أخرى وفي المقابل قلة لاعبي الهلال الصاعدين من الدرجات السنية والذين تشربوا روح الانتصار وثقافة الفوز و البطولات الهلالية، وأغلبية اللاعبين الذين أتوا للهلال ويمثلونه بشكل أساسي قضوا سنوات عدة في فرقهم السابقة والتي كان التعادل فيها لا بأس به والخسارة عادية نوعاً ما (ياسر ، أسامه ، عيسى ، وحالياُ الجيزاني وغيرهم) ,,, وطبعا مستوى وحدود ثقافة الفوز والإصرار والتحدي لديهم انتقلت معهم للهلال ووافقها (لسوء الحظ) أن شهد الهلال في هذا الوقت أكثر من لاعب يتميزون ببرود غريب جداً وغير مبرر (الزوري و الفريدي وسلمان الفرج و المرشدي وخيرات وغيرهم) ...

هذه الخلطة بين نوعية اللاعبين أثرت على روح الفريق في مباريات الحسم وأصبح الفريق وكأنه مكبل الأقدام في مرات عديدة ,,,

وأريد أن أؤكد هنا أن ماذكرته عن اللاعبين السابقين ليس عيباً فيهم أو تقصيراً منهم يحدث بشكل متعمد ولكنه صفة تلقائية معهم لابد من علاجها وتداركها ولو لاحظنا أنهم في أوقات يتحمسون وأخرى لا ,,, وعلاجها مسؤولية الجهاز الفني والإداري ,,,

طبعا الكثير من الجماهير يلاحظ الفرق بين طريقة لعب اللاعبين المذكورين أعلاه ومن هم على شاكلتهم وبين لعب الروماني رادوي ومحمد الشلهوب (ابن مدرسة الهلال) وقد يكون في صفهم إلى حد كبير خالد عزيز وعمر الغامدي سابقاً ,,,

ماسبق هو اجتهاد شخصي لتشخيص مشكلة غياب الروح الهلالية وظهور ظاهرة جديدة وهي توزيع الابتسامات والتصاريح بعد التعادل والهزيمة ...

كل فريق أياً كان بحاجة للاعبين من نوعية رادوي يحمسون الفريق ولكن لاعب واحد أو يد واحدة لا تصفق!!

في الاتحاد إذا غاب نور غاب الاتحاد والسبب ليس مستوى نور فهو بالنهاية لاعب واحد فقط بين 11 لاعب ولكن السر هو روح نور وإصراراه وتوجيهاته ويأتي معه من يشاركه نفس الشعور كـ مناف أبو شقير و المنتشري والمولد وغيرهم ...



هنا قد يقول أحدكم ما الحل ؟

الحل أولاً هو في الجهاز الفني وأتمنى أن ينجح كالديرون في ذلك ، جيريتس نجح (مؤقتاً) في العام الماضي في إعادة الروح الهلالية وبقوة وكون فريقا جماعياً متحدا ومتعاون ولا يرضى إلا بالفوز ولكن نجاحه لم يستمر طويلاً وانتهى قبل نهاية الدوري الماضي,,,

وقبله نجح كوزمين إلى حد ما في صناعة فريق من الصعب هزيمته مع أن أدواته أقل بكثير مما يملك الفريق حالياً وكان كوزمين وقتها لا يهدأ ويشجع وينبه اللاعبين طوال المباراة وكان يتعرض للطرد من الحكام أكثر من اللاعبين لشدة حماسه ,,, وحماسه يعرف بالتأكيد هو أنه دافع ووسيلة قوية لتشجيع اللاعبين وكأنهم من نوعية اللاعبين الذين إذا لم تنبهم وتصارخ عليهم فسيتكاسلوا ويبردوا بالتأكيد ...

من الحلول الأخرى التي أرى أنها مناسبة هي تدعيم إدارة الهلال بلاعبين سابقين يساعدون سامي ويقفون معه ومع الفريق ,,, ومنهم على سبيل المثال : فيصل أبوثنين وصالح النعيمة وليس من الضروري أن يكونا عضوين دائمين بل لابأس أن يكونا مستشارين أو ما شابه...

أيضا من الحلول دور رئيس الهلال في ردة فعله مع اللاعبين والجميع يلاحظ الفرق بين طريقة تعامل ابن مساعد والرئيس السابق محمد بن فيصل الذين كان يلوم اللاعبين بعد الهزيمة ويحملهم المسؤولية وابن مساعد لطيبته الزائدة يحملها نفسها وهو منها بريء ,,, طريقة الرئيس الحالي هي أسرع وأسهل طريقة تساعد اللاعب على نسيان الهزيمة واعتبارها موضوع عادي !!! مبدأ الثواب والعقاب مطلوب لنجاح أي عمل كان ، المثالية مطلوبة لحد ما ولكن الصرامة أيضا مطلوبة ... وردة فعل رئيس الهلال بعد الخروج الآسيوي هي مثل ردة الفعل الأب الذي يكابر على خطأ أبناءه ويقول لمن أخطؤوا بحقه "امسحها بوجهي ، هذا خطأي أنا" وهذا بعبارة مبسطة "دلال زائد" ...

أيضا أقترح تغيير كابتن الفريق ولا بأس أن يصحح الواحد خطأه فبعد أن ارتدى أسامه الشارة حدث أمرين واضحين : الأول هبوط كبير في مستوى أسامه والآخر روح الفرق اختفت تقريباً ,,, ومن يقول أن هذا غير صحيح فهو بصراحة يكابر ويعاند الحقيقة التي أمام الجميع فالكل يعرف من كان أسامه وكيف أصبح الآن!!

أسامه بالتأكيد لاعب كبير ومدافع ممتاز ولكن قد لا تتوافر فيه مواصفات القائد وهو لم يحمل الشارة حتى في فريقه السابق الوحدة وقد تكون الشارة ثقل وحمل كبير أثّـر عليه سلباً ... وللمعلومية صفة القيادة قد لا تتوفر في أي لاعب فـ صالح النعيمة سابقا كان الكابتن ومعه لاعبين في المنتخب أو الهلال أكبر منه سنا وأقدم منه تجربه ومستوياتهم ممتازة وقد تتفوق على صالح ولكنه كان يملك صفة ومميزات القائد ,,,

هناك حسن العتيبي أكبر لاعبي الهلال سناً في الفترة الحالية وهو أحد أبناء الهلال وإذا كان المعيار هو "من هو اللاعب الأفضل والأنسب" فــ رادوي أيضا يستحقها أكثر من غيره ...




كل ما ذكرت سابقاً يخص شيء واحد فقط وهو الروح الهلالية وكيفية استردادها وفي الختام أذكركم بعبارة أشار إليها الكاتب الهلالي المعروف صالح الهويريني بعد مباراة ذوب آهان وهي تتكلم عن نفس الشيء واتفق مع الهويريني في غياب الروح الهلالية الكثير من كبار الكتاب الهلاليين كـ الجاسر والسليمان وغيرهم، يقول الكاتب:

إقتباسنسيت أقولكم.. الهلال في البطولة الآسيوية عام 1417هـ خسر ذهاباً من عربي الكويت بنتيجة (صفر-1).. لكنه في مباراة الإياب (في الرياض) اكتسح الفريق الكويتي بستة أهداف دون مقابل.. صورة مع التحية لياسر القحطاني وربعه في فريقه..
ولمن لا يعرف تلك المباراة أقول له أنها مباراة وضعها مماثل لمباراة ذوب آهان أي أنها مباراة ذهاب وإياب يخرج فيها الخاسر من البطولة وانهزم الهلال في الكويت بهدف ورد عليه التيماوي ورفاقه بروحهم العالية بسداسية وأتمنى أن تعرض المباراة على اللاعبين الحاليين ليتعلموا من روح التيماوي ومن معه ..

ومن يريد أن ينشط ذاكرته فليتابع ويستمتع بالروح الهلالية الحقيقة على هذا الرابط:







في الختام أقول أنا كمشجع من الطبيعي أن أتقبل هزيمة فريقي إذا لعب بروح وحماس وقدم مستوى مميز ولكن لم يحالفه الحظ ولكن أن يظهر بلا روح أو حماس أمام جماهيره فهذا ما لا أقبله وقد يشاركني الكثير في هذا الرأي ,,,