وقفت حروفي

وقفت حروفي من عظيم الشان
وتبدلت أفراحي للأحزان
إني رأيتك يا أخي متغير
ماذا يدور بشخصك المتفاني
إني عهدتك ناصحا وموجهاً
ومعلماً للصحب والإخوان
قد كنت تنصحني إذا وقع الخطا
قد كنت ترجو أعظم الغفران
قد كنت دعو للإله فما دهى ؟
شخصا كريما يا أخا العرفان
كم قد تلونا في المساجد آيه
نرجو ثواباً من لدن منان
كم قد تدارسنا حديث نبينا
وله جعلنا أعظم التبعان
كم قد سمرنا في المجالس ليلة
وبها نسينا كثرة الأحزان
كم قد خرجنا وارتحلنا من هنا
صوب الحجاز محلة الإيمان
تلك المدينة ثم مكة إنها
زاد من التقصير والنسيان
لا زلت أذكر حين قلت بليلة
إني علمت مداخل الشيطان
لا تخش سوءً أو ضلالاً يا أخي
إني فقهت مشارب الهفوان
مر الزمان وحان يوم مظلم
فيه تبدل حال ذو النسيان
خطب بعرض من حقير فاسق
نذل وأفاك فبئس الجان
اصبر وصابر يا أخي فلطالما
زاد البلاء عن عظيم الشان
نَبَح الكلاب على مرور سحابة
يا ليتهم علموا بذاك الشان
ما ضرها نبح ولا رمي فقد
خسر الخسيس وصار كالعجزان
إن قلت قد ضقتُ وضاق بي الفضا
من كثرة الأعباء والشغلان
فاعلم بأنك في محل زائل
وثواب ذو الصبر الجميل جنان
إن قلت يكفي باطن متدين
والظاهر المسكين كالخربان
فأقول ويحك هل نسيت كتابه ؟
فلقد قرأتَ بذلك القرآن
إن كنت ترجو حب ربك صادقاً
فاتبع طريق نبيك العدنان
واعلم أخي أن العواقب جمة
ضيق وضنك حال ذو الخسران
هم وغم وابتعاد وحسرة
حزن وتنكيد كما البركان
هل كنت ترجو في التغير راحة ؟
والله لن تلقى سوى الأحزان
إن الجحيم لقفرة ومخيفة
وبنارها يصلى ذووا الطغيان
لكن جنة ربنا لعظيمة
فاصبر على المكروه والحرمان
لا تنس يوما للقيامة موحش
فيه تجازى أمة الثقلان
فيه يحاسب كل مرء وحده
لا ينفع الإخوان والأبوان
فكر وفكر يا أخي من قبل أن
ينهي حياتك مهلك الأزمان
الموت ينزل فجأة من دون أن
تدري وتحسب ذلك الحسبان
وارفع يديك إلى إلاهك طالباً
عفواً وغفراناً ودرب جنان
واطلب من الله العظيم سماحة
تنجو بها من وحشة النيران
إني نصحتك يا أخي متلهفاً
لعظيم أجر وافر جزلان
تم الكلام وفي الختام أقولها
وُفقت ياذا الجود والعرفان
شعر:معاذ الملحم