التفاؤل يلقي بالكرة السعودية خارج الملعب الآسيوي

يقولون إن المستديرة "مجنونة" ، لكنها هذه المرة كانت واقعية أكثر من اللازم وقررت إقصاء ممثلي الكرة السعودية الهلال والشباب من نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي بذات النتيجة (صفر / 1) أمام ذوب الإيراني وسيونجنام الكوري أمس الجنوبي.
ودفعت الكرة السعودية الثمن لتخليها عن الواقعية ، ولانجراف الفريقين خلف توقعات متفائلة أكثر من اللازم تحدثت عن نهائي قاري سعودية بنكهة ، وقفزت بتركيز اللاعبين إلى لقاء بين الاثنين ستكون طوكيو مسرحا له في 13 نوفمبر المقبل ، متناسين أن خطوة أخيرة كان المطلوب تجاوزها بنجاح قبل التفكير فيما بعدها.
واستحق أمس أن يكون يوما للإحباط ، لكنه لم ينته بخروج فحسب الفريقين ، بل وإعلان رئيس الهلال تنحيه منصبه عن.
تبخرت آخر الآمال السعودية في بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا بخسارة الهلال أمس أمام ضيفه ذوب هان الإيراني صفر / 1 في إياب مباريات الدور نصف النهائي بإستاد الملك فهد الدولي بعد أن خسر مباراة الذهاب أيضا في إيران بذات النتيجة.
وكان فريق الشباب سبق الهلال في الخروج من الدور نفسه بخسارته من سيونجنام الكوري الجنوبي 1 / صفر.
سجل الفريق الإيراني هدفه عن طريق محترفه البرازيلي كاسترو في الدقيقة 55 من اللقاء الذي شهد بطاقة حمراء مستحقة لمحترف الهلال لي بيو يونج في الدقيقة 70 بعد ركله أخطر لاعبي ذوب هان ، المهاجم محمد خلتعبري دون كرة.
وقفت الترسانة الدفاعية لفريق ذوب آهان الإيراني بالمرصاد للمكينة الهلالية التي أهدرت طاقتها طوال دقائق الحصة الأولى نتيجة للاستعجال في البحث عن هدف مبكر يقلل الضغوط النفسية على الفريق ، وافتقد لاعبو الهلال التركيز في كثير من ألعابهم نظير التكتلات الدفاعية التي عززها القوام الجسماني الرفيع للإيرانيين الذين ظهر عليهم التوتر في كثير من دقائق هذا الشوط الذي دفع فيه مدرب الهلال ، البلجيكي إيرك جيريتس بحسن العتيبي في الحراسة وعبد الله الزوري ولي بيو يونج وأسامة هوساوي وماجد المرشدي للدفاع ، وتياجو نفيز وميريل رادوي ومحمد الشلهوب وأحمد للوسط الفريدي ، وعيسى المحياني وياسر القحطاني للهجوم.
في الوقت الذي اختار المدرب الإيراني منصور زاده ، تشكيلة مكونة من شهاب الدين قردان للحراسة ، وأمامه في الدفاع سيد محمد ومحمد علي وفرشيد طالبي ومحمد رضا وفي الوسط قاسم حدادي وإيغور كاسترو وغازي محمد ومهيني حسين ومهدي رجب زاده وللهجوم شاهين خيري.
وباتت الجهة اليسرى الهلالية التي يقود خطورتها الظهير الأيسر عبد الله الزوري كما فعل في بداية المواجهة ، شبه معطلة نتيجة لانتقال الشلهوب للجهة اليمنى زارعا فيها الخطورة في أكثر من موقف ووسط تراجع البرازيلي تياجو نفيز للوسط لالتقاط الكرات الساقطة ورسم كرات طويلة فشلت في مساعيها نتيجة لطول قامة مدافعي الضيوف.
وحد الضيوف كثيرا من خطورة ياسر القحطاني في ظل المجهود الكبير الذي يقوم به عيسى المحياني بالعودة إلى الوسط بعد ميل الفريدي للعب الخشن نال على إثره بطاقة صفراء من قبل حكم اللقاء الدولي الأوزبكي رافشان إيرماتوف.
وأثمر الاستحواذ الهلالي عن توالي الفرص على الحارس شهاب الدين قردان الذي عاش قلقا كبيرا في أغلب دقائق الحصة الأولى بكرات متعددة للقحطاني والشلهوب ونفيز.
فيما اعتمد ذوب على الهجمة المرتدة واستغلال خطورة وسرعة المهاجم العائد من الإيقاف محمد خلتعبري الذي شكل خطورة على الدفاعات الهلالية نتيجة لسرعته التي وقف لإحداها حارس الهلال حسن العتيبي بعد أن تلاعب بقلبي الهلال هوساوي والمرشدي ، حيث تصدى لكرة لم تخل من خطورة وسط الأقدام الهلالية والإيرانية.
ونجح الإيرانيون في تسيير الشوط نتيجة للضغط الذي مارسوه في منتصف ملعبهم في حال الدفاع الدائم الذي شهده الشوط بعد أن سهلت ألعاب العمق جزءا من مهامه الدفاعية.
اأصاب المحترف البرازيلي ايغور كاسترو المدرج الهلالي والشارع الرياضي السعودي بصمت مطبق بعد تسجيله هدف فريقه في الدقيقة 55 بعد أن فشل قائد الهلال أسامة هوساوي في إبعاد الكرة من أقدامه عن منطقة الخطر ، ليزيد هذا الهدف من الضغط النفسي على الهلال الذي استهل شوطه بدخول السويدي كريستيان ويلهامسون بديلا عن أحمد الفريدي.
وزاد هدف ذوب من أسهم لاعبيه المعنوية بعد أن نالوا درجة كبيرة من الوصول لنهائي كأس البطولة الآسيوية في مرة لأول تاريخ النادي من ثانية مشاركة له في البطولة.
وأعطى أفراد ذوب مساحات خالية للاعبي الهلال من أجل حرق دقائق هذه الحصة التي كادت أن تطفئها تسديدة رادوي القوية في الدقيقة 69 التي تحولت لضربة زاوية من قبل الحارس شهاب الدين قردان لم تستثمر.
وصعب المحترف الكوري لي بيو يونج من مهمة الهلال وزاد متاعبها بعد أن نال بطاقة حمراء مستحقة في الدقيقة 70 بعد ركلة للمهاجم الإيراني محمد خلتعبري دون كرة في تصرف مشين لا يليق بلاعب دولي شارك في ثلاث مناسبات مونديالية.
وأجبر هذا الطرد بعض الجماهير الهلالية التي حضرت بكثافة تجاوزت 68 ألف متفرج على أن تغادر مقاعدها كتعبير عن حالة اليأس والقنوط التي أصابها ، ليزج ايرك جريتس بوليد الجيزاني مكان عيسى المحياني لاستغلال الألعاب الهوائية في الدقيقة 75 ، ثم أغلق جريتس تغييراته بدخول عبدالعزيز الدوسري مكان البرازيلي تياجو نفيز في الدقيقة 77. وفي الدقيقة الأخيرة أراح مدرب ذوب في تغيير تكتيكي ، لاعبه خلتعبري وأدخل إسماعيل فراهادي مكانه في الدقيقة 90.
وسيواجه ذوب ، فريق سيونجنام الكوري في 13 من فبراير المقبل بالعاصمة اليابانية طوكيو على نهائي البطولة التي ستؤهل بطلها لتمثيل القارة في بطولة العالم للأندية.