غَدًا يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا قَالَتْ عَائِشَةُ فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي ثُمَّ قَالَتْ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَأَعْطَانِيهِ فَقَضِمْتُهُ ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَنَّ بِهِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي.
أليست هي أحب الناس إليه فحين سئل من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة قالوا ومن الرجال؟قال:أبوها
وَمَا كَان الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لَيُحِب إِلَا طَيِّبا.
وَكَان خَبَر حُبَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لَهَا أَمْرَا مُسْتَفِيْضَا، حَيْث إِن الْنَّاس كَانُوْا يَتَحَرَّوْن بِهَدَايَاهُم لِلْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَوْم عَائِشَة مِن بَيْن نِسَائِه تَقْرَبَا إِلَى مَرْضَاتِه، فَقَد جَاء فِي الْحَدِيْث الْصَّحِيْح: “كَان الْنَّاس يَتَحَرَّوْن بِهَدَايَاهُم يَوْم عَائِشَة، فَاجْتَمَع أَزْوَاج الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم إِلَى أُم سَلَمَة، فَقُلْن لَهَا: إِن الْنَّاس يَتَحَرَّوْن بِهَدَايَاهُم يَوْم عَائِشَة، فَقُوْلِي لِرَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَأْمُر الْنَّاس أَن يُهْدُوا لَه أَيْنَمَا كَان.
فَذَكَرَت أُم سَلَمَة لَه ذَلِك، فَسَكَت فَلَم يَرُد عَلَيْهَا، فَعَادَت الْثَّانِيَة، فَلَم يردَّ عَلَيْهَا، فَلَمَّا كَانَت الْثَّالِثَة قَال: “يَا أُم سَلَمَة، لَا تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَة، فَإِنَّه وَالْلَّه مَا نَزَل عَلَي الْوَحْي وَأَنَا فِي لِحَاف امْرَأَة مِنْكُن غَيْرَهَا”“.
لَقَد تَبَوَّأْت أُمنَا عَائِشَة بِنْت الْصِّدِّيق رَضِي الْلَّه عَنْهَا مَكَانَة عَالِيَة فِي قَلْب نَبِيِّنَا مُحمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، فَكَانَت أَحَب نِسَائِه إِلَيْه
وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا: ” كَان رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يُعْطِيْنِي الْعَظْم فَأَتَعَرَّقُه، ثُم كَان يَأْخُذُه، فَيُدِيْرُه حَتَّى يَضَع فَاه عَلَى مَوْضِع فَمِي”.
وَكَان صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَسْتَأْنِس إِلَيْهَا فِي الْحَدِيْث وَيُسَر بِقُرْبِهَا وَيعرِفُ رِضَاهَا مِن سخْطِهَا، فَقَد قَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لَهَا: “إِنِّي لَأَعْلَم إِذَا كُنْت عَنِّي رَاضِيَة، وَإِذَا كُنْت عَلَي غَضْبَى”. قَالَت: وَكَيْف يَا رَسُوْل الْلَّه؟ قَال: “إِذَا كُنْت عَنِّي رَاضِيَة قُلْت: لَا وَرَب مُحَمَّد، وَإِذَا كُنْت عَلَي غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَب إِبْرَاهِيْم”، قَالَت: “أَجَل وَاللَّه مَا أَهْجُر إِلَا اسْمَك”.
ودعاها عليه الصلاة والسلام والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد، فقال لها : يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ؟ تقول: فقلت : نعم، فأقامني وراءه فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم فوضعت ذقَني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده فنظرت من فوق منكبيه (وفي رواية : من بين أذنه وعاتقه ) فجعل يقول : يا عائشة ما شبعت فأقول : لا لأنظر منزلتي عنده، وما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه.
كَانَت عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا امْرَأَة مُبَارَكَة، مَا وَقَعْت فِي ضِيْقَة إِلَا جَعَل الْلَّه تَعَالَى بِسَبَب ذَلِك فَرَجَا وَتَخْفِيفَا لِلْمُسْلِمِيْن، تَقُوْل رَضِي الْلَّه عَنْهَا: “خَرَجْنَا مَع رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فِي بَعْض أَسْفَارِه، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاء، انْقَطَع عقدِي، فَأَقَام رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى الْتِمَاسِه، وَأَقَام الْنَّاس مَعَه وَلَيْسُوْا عَلَى مَاء، فَأَتَى الْنَّاس أَبَا بَكْر رَضِي الْلَّه عَنْه، فَقَالُوَا: مَا تَدْرِي مَا صَنَعْت عَائِشَة؟ أَقَامَت بِرَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَبِالَّنَّاس، وَلَيْسُوْا عَلَى مَاء، وَلَيْس مَعَهُم مَاء!..
قَالَت: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْر، فَقَال مَا شَاء الْلَّه أَن يَقُوْل، وَجَعَل يَطْعن بِيَدِه فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِن الْتَّحَرُّك إِلَّا مَكَان الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى فَخِذِي، فَنَام رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم حَتَّى أَصْبَح عَلَى غَيْر مَاء فَأَنْزَل الْلَّه آَيَة التَّيَمُم، فَتَيَمَّمُوْا.
فَقَال أُسَيْد بْن حُضَيْر رَضِي الْلَّه عهنّه: مَا هَذَا بِأَوَّل بَرَكَتِكُم يَا آَل أَبِي بَكْر!، قَالَت: فَبَعَثْنَا الْبَعِيْر الَّذِي كُنْت عَلَيْه، فَوَجَدْنَا الْعِقْد تَحْتَه، فَقَال لَهَا أَبُو بَكْر حِيْن جَاء مِن الْلَّه رُخْصَة لِلْمُسْلِمِيْن: وَالْلَّه الَّذِي علمْت يَا بُنَيَّة أَنَّك مُبَارَكَة، مَاذَا جَعَل الْلَّه لِلْمُسْلِمِيْن فِي حَبْسِك إِيَّاهُم مِن الْبَرَكَة وَالْيُسْر”. وَكَانَت رَضِي الْلَّه عَنْهَا مِن أَعْلَم الْصَّحَابَة.. قَال أَبُو مُوْسَى رَضِي الْلَّه عَنْه: “مَا أَشْكَل عَلَيْنَا أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم حَدِيْث قَط، فَسَأَلْنَا عَائِشَة، إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْه عِلْما”. وَكَانَت مُوَقَّرِة مِن الْصَّحَابَة.. يَعْرِفُوْن لَهَا قَدْرَهَا وَعَلَّمَهَا وَمَنْزِلَتهَا بَيْن الْنَّاس
وَكَان مَسْرُوْق رَحِمَه الْلَّه إِذَا حَدَّث عَن عَائِشَة قَال: حَدَّثَتْنِي الْصِّدِّيقَة بِنْت الْصِّدِّيق، حَبِيْبَة رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، الْمُبَرَّأَة مِن فَوْق سَبْع سَمَاوَات.
وَقَال مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه: وَالْلَّه مَا سَمِعْت قَط أَبْلُغ مِن عَائِشَة غَيْر رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم. *** وَكَانَت رَضِي الْلَّه عَنْهَا وَعَن أَبِيْهَا، مِن أَحْسَن الْنَّاس رَأْيَا فِي الْعَامَّة، قَال الْزُّهْرِي رَحِمَه الْلَّه: لَو جُمَع عِلْم عَائِشَة إِلَى علم جَمِيْع الْنِّسَاء لَكَان عِلْم عَائِشَة أَفْضَل.
فَمَا بَال أَقْوَام عَمِيَت أَعْيُنُهُم.. وَطُمِسَت قُلُوْبِهِم أَن يَعْرِفُوْا لَهَا قَدْرَهَا، فَهَل مِثْلُهَا تَخْفَى شَمَائِلُه وَطِيْب خِصَالِه؟ وَهَل مَن شَهِد لَه هَؤُلَاء الْنَّفَر الْأَخْيَار بِالْعِلْم وَالْتُّقَى، تَبْقَى فِي قُلُوْبِنَا رِيَبَة نَحْوَهَا، وَلَا نَسْتَشْعِر حُبَّهَا؟!
أَمَا إِنَّه لَا يُنْكِر فَضْلَهَا، وَزِنَة عَقْلِهَا، وَطَهَارَة قَلْبِهَا، وَأَنَّهَا حطَّت فِي الْجَنَّة رَحْلَهَا، لَا يُنْكِر ذَلِك إِلَا مُنَافِق مَطْمُوس الْقَلْب.. يَمْشِي كَالْبَهِيمَة الْعَجْمَاء..{أَم تَحْسَب أَن أَكْثَرَهُم يَسْمَعُوْن أَو يَعْقِلُوْن * إِن هُم إِلَّا كَالْأَنْعَام بَل هُم أَضَل سَبِيْلا}.
أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعه
أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ
نفديك يا أمنا، في كل نازلةٍ
من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
عباد الله
إن معرفة فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتقديرها حق قدرها والذب عن عرضها، دين ندين الله عز وجل به، فمحبتها دين وإيمان، وبغضها نفاق وطغيان، كيف لا وهي أم المؤمنين، وعرض رسول رب العالمين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ).
إن الله تعالى قد برأ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات مما رماها به أهل الإفك والبهتان، قال جل وعلا في سورة النور: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
ولذا أجمع أهل السنة والجماعة على كفر من رمى أم المؤمنين عائشة بالإفك بعد نزول براءتها من فوق سبع سماوات، لما فيه من تكذيب لله جل وعلا وإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن).
وقال ابن قدامة رحمه الله : (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم)
وقال النووي رحمه الله : ( براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين)
وقال أبو بكر ابن العربي رحمه الله : ( لأن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق مالك وهي سبيل لائحة لأهل البصائر).
فهذه عقيدتنا معاشر أهل السنة والجماعة، براءة أمنا الصديقة بنت الصديق، وكفر من رماها بالإفك والبهتان، بعد ما برأها الرحمن، فالواجب عباد الله، اعتقاد كفر كل من رماها بذلك، وبغض كل ملة تتدين بالطعن في أم المؤمنين رضي الله عنها أو في أحد من الصحابة الكرام، ولو تسمى أصحابها بالإسلام،اللهم طهر الله الأرض منهم، ورد كيدهم في نحورهم واحفظ المسلمين من شرورهم
اعلموا أنّ الله أمركم بأمرٍ عظيم، ألا وهو الصلاة والسلام على النبيِّ الكريم،
اللهم صلِّ وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.
اللهم عليك بمن طعن في أم المؤمنين.اللهم أخرس لسانه، وعطل أركانه، وأرنا فيه عجائب قدرتك يا رب العالمين، اللهم اجعله عبرة للمعتبرين، وعظة للمتعظين، يا قوي يا متين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين و نفس كرب المكروبين و شف مرضنا و مرض المسلمين و فك اسرانا و اسرى المسلمين.اللهم إنا نحب نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم و أزواجه أمهات المؤمنين وجميع الصحابة الكرام، فاللهم اجمعنا معهم في دار كرامتك، يا أرحم الراحمين.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَّرون. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
أليست هي أحب الناس إليه فحين سئل من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة قالوا ومن الرجال؟قال:أبوها
وَمَا كَان الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لَيُحِب إِلَا طَيِّبا.
وَكَان خَبَر حُبَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لَهَا أَمْرَا مُسْتَفِيْضَا، حَيْث إِن الْنَّاس كَانُوْا يَتَحَرَّوْن بِهَدَايَاهُم لِلْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَوْم عَائِشَة مِن بَيْن نِسَائِه تَقْرَبَا إِلَى مَرْضَاتِه، فَقَد جَاء فِي الْحَدِيْث الْصَّحِيْح: “كَان الْنَّاس يَتَحَرَّوْن بِهَدَايَاهُم يَوْم عَائِشَة، فَاجْتَمَع أَزْوَاج الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم إِلَى أُم سَلَمَة، فَقُلْن لَهَا: إِن الْنَّاس يَتَحَرَّوْن بِهَدَايَاهُم يَوْم عَائِشَة، فَقُوْلِي لِرَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَأْمُر الْنَّاس أَن يُهْدُوا لَه أَيْنَمَا كَان.
فَذَكَرَت أُم سَلَمَة لَه ذَلِك، فَسَكَت فَلَم يَرُد عَلَيْهَا، فَعَادَت الْثَّانِيَة، فَلَم يردَّ عَلَيْهَا، فَلَمَّا كَانَت الْثَّالِثَة قَال: “يَا أُم سَلَمَة، لَا تُؤْذِيْنِي فِي عَائِشَة، فَإِنَّه وَالْلَّه مَا نَزَل عَلَي الْوَحْي وَأَنَا فِي لِحَاف امْرَأَة مِنْكُن غَيْرَهَا”“.
لَقَد تَبَوَّأْت أُمنَا عَائِشَة بِنْت الْصِّدِّيق رَضِي الْلَّه عَنْهَا مَكَانَة عَالِيَة فِي قَلْب نَبِيِّنَا مُحمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، فَكَانَت أَحَب نِسَائِه إِلَيْه
وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا: ” كَان رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يُعْطِيْنِي الْعَظْم فَأَتَعَرَّقُه، ثُم كَان يَأْخُذُه، فَيُدِيْرُه حَتَّى يَضَع فَاه عَلَى مَوْضِع فَمِي”.
وَكَان صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَسْتَأْنِس إِلَيْهَا فِي الْحَدِيْث وَيُسَر بِقُرْبِهَا وَيعرِفُ رِضَاهَا مِن سخْطِهَا، فَقَد قَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لَهَا: “إِنِّي لَأَعْلَم إِذَا كُنْت عَنِّي رَاضِيَة، وَإِذَا كُنْت عَلَي غَضْبَى”. قَالَت: وَكَيْف يَا رَسُوْل الْلَّه؟ قَال: “إِذَا كُنْت عَنِّي رَاضِيَة قُلْت: لَا وَرَب مُحَمَّد، وَإِذَا كُنْت عَلَي غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَب إِبْرَاهِيْم”، قَالَت: “أَجَل وَاللَّه مَا أَهْجُر إِلَا اسْمَك”.
ودعاها عليه الصلاة والسلام والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد، فقال لها : يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ؟ تقول: فقلت : نعم، فأقامني وراءه فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم فوضعت ذقَني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده فنظرت من فوق منكبيه (وفي رواية : من بين أذنه وعاتقه ) فجعل يقول : يا عائشة ما شبعت فأقول : لا لأنظر منزلتي عنده، وما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه.
كَانَت عَائِشَة رَضِي الْلَّه عَنْهَا امْرَأَة مُبَارَكَة، مَا وَقَعْت فِي ضِيْقَة إِلَا جَعَل الْلَّه تَعَالَى بِسَبَب ذَلِك فَرَجَا وَتَخْفِيفَا لِلْمُسْلِمِيْن، تَقُوْل رَضِي الْلَّه عَنْهَا: “خَرَجْنَا مَع رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فِي بَعْض أَسْفَارِه، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاء، انْقَطَع عقدِي، فَأَقَام رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى الْتِمَاسِه، وَأَقَام الْنَّاس مَعَه وَلَيْسُوْا عَلَى مَاء، فَأَتَى الْنَّاس أَبَا بَكْر رَضِي الْلَّه عَنْه، فَقَالُوَا: مَا تَدْرِي مَا صَنَعْت عَائِشَة؟ أَقَامَت بِرَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَبِالَّنَّاس، وَلَيْسُوْا عَلَى مَاء، وَلَيْس مَعَهُم مَاء!..
قَالَت: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْر، فَقَال مَا شَاء الْلَّه أَن يَقُوْل، وَجَعَل يَطْعن بِيَدِه فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِن الْتَّحَرُّك إِلَّا مَكَان الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم عَلَى فَخِذِي، فَنَام رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم حَتَّى أَصْبَح عَلَى غَيْر مَاء فَأَنْزَل الْلَّه آَيَة التَّيَمُم، فَتَيَمَّمُوْا.
فَقَال أُسَيْد بْن حُضَيْر رَضِي الْلَّه عهنّه: مَا هَذَا بِأَوَّل بَرَكَتِكُم يَا آَل أَبِي بَكْر!، قَالَت: فَبَعَثْنَا الْبَعِيْر الَّذِي كُنْت عَلَيْه، فَوَجَدْنَا الْعِقْد تَحْتَه، فَقَال لَهَا أَبُو بَكْر حِيْن جَاء مِن الْلَّه رُخْصَة لِلْمُسْلِمِيْن: وَالْلَّه الَّذِي علمْت يَا بُنَيَّة أَنَّك مُبَارَكَة، مَاذَا جَعَل الْلَّه لِلْمُسْلِمِيْن فِي حَبْسِك إِيَّاهُم مِن الْبَرَكَة وَالْيُسْر”. وَكَانَت رَضِي الْلَّه عَنْهَا مِن أَعْلَم الْصَّحَابَة.. قَال أَبُو مُوْسَى رَضِي الْلَّه عَنْه: “مَا أَشْكَل عَلَيْنَا أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم حَدِيْث قَط، فَسَأَلْنَا عَائِشَة، إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْه عِلْما”. وَكَانَت مُوَقَّرِة مِن الْصَّحَابَة.. يَعْرِفُوْن لَهَا قَدْرَهَا وَعَلَّمَهَا وَمَنْزِلَتهَا بَيْن الْنَّاس
وَكَان مَسْرُوْق رَحِمَه الْلَّه إِذَا حَدَّث عَن عَائِشَة قَال: حَدَّثَتْنِي الْصِّدِّيقَة بِنْت الْصِّدِّيق، حَبِيْبَة رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، الْمُبَرَّأَة مِن فَوْق سَبْع سَمَاوَات.
وَقَال مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه: وَالْلَّه مَا سَمِعْت قَط أَبْلُغ مِن عَائِشَة غَيْر رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم. *** وَكَانَت رَضِي الْلَّه عَنْهَا وَعَن أَبِيْهَا، مِن أَحْسَن الْنَّاس رَأْيَا فِي الْعَامَّة، قَال الْزُّهْرِي رَحِمَه الْلَّه: لَو جُمَع عِلْم عَائِشَة إِلَى علم جَمِيْع الْنِّسَاء لَكَان عِلْم عَائِشَة أَفْضَل.
فَمَا بَال أَقْوَام عَمِيَت أَعْيُنُهُم.. وَطُمِسَت قُلُوْبِهِم أَن يَعْرِفُوْا لَهَا قَدْرَهَا، فَهَل مِثْلُهَا تَخْفَى شَمَائِلُه وَطِيْب خِصَالِه؟ وَهَل مَن شَهِد لَه هَؤُلَاء الْنَّفَر الْأَخْيَار بِالْعِلْم وَالْتُّقَى، تَبْقَى فِي قُلُوْبِنَا رِيَبَة نَحْوَهَا، وَلَا نَسْتَشْعِر حُبَّهَا؟!
أَمَا إِنَّه لَا يُنْكِر فَضْلَهَا، وَزِنَة عَقْلِهَا، وَطَهَارَة قَلْبِهَا، وَأَنَّهَا حطَّت فِي الْجَنَّة رَحْلَهَا، لَا يُنْكِر ذَلِك إِلَا مُنَافِق مَطْمُوس الْقَلْب.. يَمْشِي كَالْبَهِيمَة الْعَجْمَاء..{أَم تَحْسَب أَن أَكْثَرَهُم يَسْمَعُوْن أَو يَعْقِلُوْن * إِن هُم إِلَّا كَالْأَنْعَام بَل هُم أَضَل سَبِيْلا}.
أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعه
أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ
نفديك يا أمنا، في كل نازلةٍ
من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
عباد الله
إن معرفة فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتقديرها حق قدرها والذب عن عرضها، دين ندين الله عز وجل به، فمحبتها دين وإيمان، وبغضها نفاق وطغيان، كيف لا وهي أم المؤمنين، وعرض رسول رب العالمين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ).
إن الله تعالى قد برأ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات مما رماها به أهل الإفك والبهتان، قال جل وعلا في سورة النور: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
ولذا أجمع أهل السنة والجماعة على كفر من رمى أم المؤمنين عائشة بالإفك بعد نزول براءتها من فوق سبع سماوات، لما فيه من تكذيب لله جل وعلا وإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن).
وقال ابن قدامة رحمه الله : (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم)
وقال النووي رحمه الله : ( براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين)
وقال أبو بكر ابن العربي رحمه الله : ( لأن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق مالك وهي سبيل لائحة لأهل البصائر).
فهذه عقيدتنا معاشر أهل السنة والجماعة، براءة أمنا الصديقة بنت الصديق، وكفر من رماها بالإفك والبهتان، بعد ما برأها الرحمن، فالواجب عباد الله، اعتقاد كفر كل من رماها بذلك، وبغض كل ملة تتدين بالطعن في أم المؤمنين رضي الله عنها أو في أحد من الصحابة الكرام، ولو تسمى أصحابها بالإسلام،اللهم طهر الله الأرض منهم، ورد كيدهم في نحورهم واحفظ المسلمين من شرورهم
اعلموا أنّ الله أمركم بأمرٍ عظيم، ألا وهو الصلاة والسلام على النبيِّ الكريم،
اللهم صلِّ وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.
اللهم عليك بمن طعن في أم المؤمنين.اللهم أخرس لسانه، وعطل أركانه، وأرنا فيه عجائب قدرتك يا رب العالمين، اللهم اجعله عبرة للمعتبرين، وعظة للمتعظين، يا قوي يا متين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين و نفس كرب المكروبين و شف مرضنا و مرض المسلمين و فك اسرانا و اسرى المسلمين.اللهم إنا نحب نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم و أزواجه أمهات المؤمنين وجميع الصحابة الكرام، فاللهم اجمعنا معهم في دار كرامتك، يا أرحم الراحمين.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَّرون. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الأربعاء مارس 16, 2011 1:33 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» ساو باولو يرسل طبيبا إلى أسبالنيا للمساعدة في علاج فابيانو
الأربعاء مارس 16, 2011 1:32 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» المدافع الشاب هوملز يمدد عقده مع دورتموند حتى 2014
الأربعاء مارس 16, 2011 1:31 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» روني سعيد بالفوز الأوروبي ويشيد بهرنانديز
الأربعاء مارس 16, 2011 1:24 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» كامبياسو: أسقطنا بايرن ميونيخ بطريقتنا الخاصة
الأربعاء مارس 16, 2011 1:23 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» فان جال يتحسر على الخروج الأوروبي لبايرن ميونيخ
الأربعاء مارس 16, 2011 1:23 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» اليابان تلغي مباراة ودية امام الجبل الاسود ومفاوضات مع نيوزيلندا
الأربعاء مارس 16, 2011 1:22 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» مدرب ليون يبحث عن مجد الاطاحة برونالدو وريال مدريد من بطولة اوروبا
الأربعاء مارس 16, 2011 1:21 pm من طرف قحطان عزالاوطان505
» شالكه الألماني يقيل مدربه ماجات
الأربعاء مارس 16, 2011 1:21 pm من طرف قحطان عزالاوطان505