استسلام عنصر جديد في القاعدة للسلطات السعودية

قال اللواء منصور التركي، الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية، إن أحد المطلوبين ضمن ما يعرف بـ"قائمة الـ85" الذين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة، قام بتسليم نفسه إلى السلطات الأمنية المعنية، التي رتبت أمر عودته عبر باكستان، في تطور يأتي بعد أيام على خطوة مماثلة قام بها مطلوب آخر على نفس القائمة هو جابر بن جبران الفيفي.

وقال التركي لـCNN الثلاثاء، إن ترتيب عودة المطلوب بدر الشهري جرى "بالاتصال مع الجهات الأمنية الباكستانية،" لكن امتنع عن الكشف عن المكان الذي كان الشهري فيه قبل تسليم نفسه، مكتفياً بالقول إن المطلوب اتصل بعائلته وطلب منها ترتيب أمور عودته مع الأجهزة الأمنية السعودية.

وذكر التركي أن الشهري موجود في السعودية منذ أيام، في حين أورد خبر رسمي صادر عن الداخلية السعودية أنه (الشهري) قابل أسرته "فور وصوله إلى المملكة، كما تم تمكينه من أداء العمرة بمعيتهم."

ودعا البيان كافة المتواجدين في الخارج ممن "اتضحت لهم الرؤية حيال ما يراد بهم من رموز الفتنة والفساد إلى العودة إلى رشدهم والمبادرة بتسليم أنفسهم، وسوف يؤخذ ذلك في الاعتبار عند النظر في أمرهم،" وفقاً لما ورد.

وكانت السعودية قد أعلنت الجمعة أن مركز "محمد بن نايف للمناصحة والرعاية" الذي يتولى تقديم المشورة الدينية والنفسية لعناصر القاعدة السابقين، تمهيداً لإعادة دمجهم في المجتمع، تلقى اتصالاً من المطلوب للجهات الأمنية، جابر بن جبران بن علي الفيفي.

روابط ذات علاقة
اليمن تؤكد "تطهير" مدينة "الحوطة" من عناصر القاعدة
الفيفي يسلم نفسه للسلطات الامنية السعودية
وذكر بيان على وكالة الأنباء السعودية، أن الفيفي، الذي سبق أن أستعيد من معتقل غوانتانامو وأُلحق ببرنامج الرعاية قبل أن يعود لنشاطه المسلح وينضم مجدداً لتنظيم القاعدة خارج السعودية، "أفصح في اتصاله عن حقيقة الأوضاع التي يعيشها من غُررّ بهم من أبناء الوطن بدعاوى باطلة،" بحسب الوكالة.

وأضافت الوكالة، أن الفيفي ذكر بأن السعوديين الملتحقين بالتنظيم "انقلب الحال بهم ليجدوا أنفسهم أدوات في أيدي أعداء الوطن.. يستخدمونهم وقوداً للفتنة ولا يملكون من أمرهم شيئاً، ويرمى بهم في معتركات لا تخدم إلا مخططات أعداء الأمة، ولا تهدف إلا لنشر الفوضى والقلاقل واستباحة أرواح وأعراض وأموال الآمنين."

وأضاف البيان أن جابر الفيفي "أبدى ندمه على ما بدر منه، واكتشف فداحة ما أقدم عليه ورغبته الجازمة في العودة إلى الوطن، وتسليم نفسه للجهات الأمنية، حيث أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل."

وقد تولت الأجهزة الأمنية السعودية التنسيق مع نظيرتها اليمنية التي قامت بتأمين عودته إلى البلاد.

ويعتقد البعض أن هذه التطورات الأخيرة على صعيد استسلام عناصر من القاعدة للسلطات السعودية قد تكون العامل الأساسي في المعلومات التي قيل إن الرياض سلمتها لدول أوروبية حول هجمات مرتقبة على أراضيها.



فقد سبق لوزير الداخلية الفرنسي، بريس هورتيفيكس، أن قال في حديث إلى شبكة التلفزة الأوروبية، إن بلاده تلقت تحذيرات سعودية من هجوم محتمل لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، خلال الساعات القليلة الماضية."

يشار إلى أن السعودية كانت قد عانت لفترة طويلة من عمليات تنظيم القاعدة قبل أن تقوم بعمليات أمنية واسعة أدت إلى توجيه ضربات موجعة للتنظيم على أراضيها، وقد أدى ذلك إلى محاولة القاعدة تنظيم صفوفها في اليمن، مستغلة الأوضاع فيه لبناء شبكات جديدة.