عبدالرحمن السليمان المسرح السعودي

اختتمت إذاعة مونت كارلو إحدى نشراتها بالاتجاه نحو المسرح السعودي، ومن مقدم النشرة إلى مراسل الإذاعة إلى علي إبراهيم الممثل المسرحي المعروف ليتحدث عن راهن المسرح السعودي مستقبله ، ولأن المساحة المتاحة لعلي لم تتعد الدقيقتين، فقد تحدث سريعا ومادحا عن جوانب منها الواقع الحالي ووجود المرأة، وختم بدور جمعية الثقافة والفنون، واصفا المسرح بأنه ينافس، ولفت نظر النقاد في الوطن العربي.
طبعا لا يمكن حصر إشكالات المسرح السعودي في مساحة كهذه لأنها كثيرة، ليس ابتداء بالموهبة التي يتكئ عليها المسرحيون ونشاطات المسرح، فالممثلون والمخرجون لم يتعلموا المسرح في أكاديميات أو معاهد مسرحية مختصة، كما أن المسرح لم يزل لعقود تحت كنف جمعية الثقافة والفنون، أما جمعيته التي أفرح نبأ إنشائها المسرحيين، فلم تزل بلا دور، والمرأة التي لم تزل شاغلة الممثلين والجمهور بغير حضور، حتى وإن برر علي إبراهيم ذلك بما لا يقنع، أما المسرح كمسرح فلم يجد الفسحة لينشئه المسرحيون والمهتمون مثله مثل السينما الأكثر تغييبا. المسرح في المملكة لم يزل يعاني كثيرا من الإشكالات التي أولها التعليم ودوراته أو دراساته الخاصة، كما أن جمعة الثقافة والفنون بكل المحاولات الشخصية التنافسية سعت إلى أن تؤسس لذلك، إلا أنها غالبا ما تواجه إشكالات منها المقار والقاعات التابعة، فمثلا جمعية الثقافة والفنون في الدمام ومنذ إنشائها كانت تسعى للتغلب على ذلك بقاعات متواضعة تنشئها في مقارها المستأجرة أو تستعين بقاعة المعهد الصناعي، وبالمثل الجمعية في الأحساء ومثلهما فروع الجمعية الأخرى، ومع ذلك فكل الجهد الذي استغرق عقودا لم يسهم في حل شيء، وعندما ولدت جمعية المسرحيين لم تزل كعدم وجودها.
أما المرأة فهذا شأن متقدم، وأتذكر قول أحد المسرحيين في واحدة من البروفات التي تأخرت ولم يجهز لها بعض الممثلين أنفسهم، بقوله: إنه لو كانت هناك ممثلة بيننا لانضبطتم ولحرصتم على أوقاتكم وهندامكم (الخ).