​"جنّي المدينة".. هلالي أم نصراوي؟!!

قضية قاضي المدينة التي ذُكر فيها أنه كان مسحوراً شغلت الرأي العام المحلي بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أنها تصدرت عناوين الصحف وأصبحت مجالاً خصباً للعشرات من كُتّاب الصحف المحلية، الذين تناولوا الخبر بالنقاش تارة والسخرية تارة أخرى، ولم يعد بإمكان شخص أن يمسك بصحيفة ورقية أو يتصفح موقعاً إلكترونياً إلا بعد أن يقرأ المعوذتين، وآية الكرسي، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

القصة فتحت المجال للتندر والضحك!! ومما ورد من عناوين لبعض المقالات التي تتحدث عن القضية: "الجن وقضايانا المستعصية" و"إتحاف العابر بحيل الساحر" و"سُجِّلت القضية ضد جني" و"من يمون على الجني" و"شهادة الجني" و"الجن قادمون"، وغيرها من العناوين العجيبة الغريبة! وربما يأتي في الأيام القادمة من يسأل عن اسم الجني ومقر سكنه وعن علاقته بالرياضة، وهل يشجع الزعيم أم يعشق العالمي!!

تحدث الكثيرون في هذا المجال، ولكن الرأي الديني لم يدخل على الخط في هذه المرة، وكم تمنيت أن أستمع إلى تعليق من أحد المشايخ الأفاضل حول هذا الموضوع، وحول إمكانية حدوثه، خصوصاً أن لدينا العشرات من العلماء المتخصصين في الرقية الشرعية ومكافحة السحرة والمشعوذين.

وبعد مخاض عسير أصدرت وزارة العدل بياناً ينفي فيه أن يكون مجلس القضاء الأعلى قد تلقى اتهاماً لأحد أعضاء المحكمة، كما أكدت أن قاضي المدينة لم يصرح لأية جهة إعلامية حول الموضوع، وزادت بأنه تم تكليف مفتش قضائي بالوقوف على الحادثة والتحقق من صحتها، ولكن بيان الوزارة المتأخر بعض الشيء أدخلنا في عالم الغيبيات، وفتح المجال للتكهن والنقاشات اللامنتهية، وكان الأولى أن يصدر البيان فور فتح ملف القضية في الإعلام؛ فإذا كانت الوزارة لم تتلق أي اتهام، والقاضي لم يصرح لأي جهة إعلامية فهذا يعني أن القضية لا صحة لها من الأساس! ويبقى السؤال "مسدوحاً" للجميع: مَنْ فتح ملف الجني من البداية؟!!