الأمير مشاري ومنطقة الباحة

اجتمع لأهالي الباحة في الأسبوعَيْن الماضيين ثلاثة أعياد؛ حيث أطل عليهم عيد الفطر المبارك، ثم تبعه الاحتفال بعيد الوطن، ومن ثم العيد الخاص بأهالي الباحة دون غيرهم من سكان المملكة الحبيبة، وهو قدوم أمير منطقة الباحة الجديد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز - حفظه الله -.

الأمير الجديد جمع بين الإنسانية والعزم والتواضع في الوقت ذاته؛ حيث بدأ عمله بزيارة تفقدية لمستشفى الملك فهد بالباحة؛ ليطمئن على المرضى الذين حال المرض دون احتفالهم بأعياد الباحة؛ فكان هذا دليلاً على إنسانيته وأبوته الحانية، كما أنه - حفظه الله - صرح بأنه سيعمل معقباً للمستثمرين في المنطقة، وفي هذا إشارة على عزمه على جلب المستثمرين لمنطقة لم تحصل على ما تستحقه من تطوير، وخصوصاً في المجال السياحي. ومما يؤكد تواضع سموه الكريم إصدار أمره بمنع إيقاف مركبات المواطنين عند مرور موكبه الكريم وإبقاء الوضع المروري على ما كان عليه قبل مرور الموكب.

الأمير مشاري ينتظره الكثير من المهام؛ فمنطقة الباحة تطالب بمشروع للمياه منذ أكثر من عقد ونصف العقد، كما أن هناك الكثير من المشاريع المعتمدة التي أصابها الوهن وتباطأ العمل في إنجازها بشكل كبير كجامعة الباحة وطريق الباحة – المطار وطريق الباحة – الرياض، وغيرها من الطرق. وقد وُجِّهت في السنوات الأخيرة انتقادات لاذعة لفرع وزارة الطرق بالباحة سواء من الأهالي أو من نائب أمير المنطقة؛ فشبكة الطرق في الباحة تعاني إهمالاً كبيراً وضعفاً شديداً في التخطيط والمتابعة. أما فيما يخص موضوع السياحة في المنطقة، وهو الأهم بالنسبة إلى الأهالي، فإن صناعة السياحة فيها ضعيفة جداً؛ ففعاليات فترة الصيف شبه منعدمة، ومدن الألعاب غير متوافرة، وميدان الفروسية متوقف تماماً عن العمل, كما أن المنطقة تحتاج إلى روافد سياحية جديدة؛ لتسهم في جذب السائح إليها كأن تُنشأ حديقة للحيوانات، وأن تُوضع دراسة لاستثمار سد وادي العقيق سياحياً، إضافة إلى تطوير غابات المنطقة كافة دون تمييز.

أهالي الباحة بدؤوا بالبوح لسموه الكريم بما تحمله النفوس من آمال وتطلعات للرقي بمنطقتهم في جميع المجالات، كما أنهم تحدثوا لسموه عن العراقيل والإشكاليات التي تواجههم، آملين أن تحمل الأيام القادمة تغييراً شاملاً في القطاعات الحكومية والأهلية كافة بمنطقة الباحة.