العمالة في نعيم

الكتابة موقف نعبر من خلاله عن الرضا أو السخط من موضوع ما, ورضانا مرهون بقواعد متعارف عليها فالصح صح والخطأ خطأ والاختلاف في الرأي وفق الأصول مقبول , لكن عندما تتداخل الأمور ونرى الخطأ صوابا والصواب خطأ يصبح هناك عدم اتزان يقرر واقعا مغلوطا لا يستقيم مع الفطرة السليمة فإن رضينا به فنحن مساهمون بشكل أو بآخر في الاعوجاج وإن رفضناه فيجب أن يكون الرفض منطقيا وفق نظام وقوانين فالحجة بالحجة والرأي لكم .
ندرك أهمية ودور العمالة الأجنبية في بلادنا ما لها وما عليها وفق ما قرره النظام , ولو سألنا البسطاء وأنا أحدهم لأجابوا بأن العمالة تحصل على حقوقها كاملة والأنظمة غالبا في صالحها , وحديثنا ليس عن العاملين بجهد والمحترمين لتقاليدنا ومجتمعنا بل عن العمالة المخربين الفاسدين , وأتعجب لماذا نتهاون نحن في حقوقنا المهدرة من العمالة ونتنازل عنها بطيبة أو بقلة معرفة أو بإجراء نظامي يحتاج إلى تصحيح , وانظر لقضايا ومخالفات العمالة في المرور والشرطة والبلديات والمحاكم ومكاتب العمل والترحيل وغيرها نجد أن الإجراءات في صالحها رغم ما تقوم به في حقنا كمواطنين وفي حق مجتمعنا .
وانظر للأخبار تجد ان البعض يروجون الفساد , يعتدون , يمارسون بيع الوهم عبر الشعوذة والأسحار , يزورون والقائمة تطول , لا عجزا في تصنيفها بل ضيقا مما يفعلون , وانظر ماذا يكون عقابهم والإجراءات المتخذة في حقهم والتي لا تتناسب إطلاقا مع ما يقترفونه من حوادث متعددة , مستفزة , شنيعة ومقززة , طفلة تسممها شغالة , وعامل ينتهك الحرمات , وعمالة تروج لحوما فاسدة غشا وتدليسا , بيع الأقراص المدمرة , تدنيسا للمبادئ والقيم والأخلاق وفي نهاية المطاف ينجو المنحرفون الفاسدون وقد يطالهم بعض العقاب بسبب تلاعبهم بالثغرات في إجراءاتنا يريدون أن يزرعوا السلبية فينا , لنرى الخطأ صوابا فنعتاده ويسير على نهجهم ..السلبيون يسوقون كلمات دع الخلق للخالق وحشر مع الناس عيد , إن تغاضى البعض عن العمالة الفاسدة والتهاون معهم بالإجراءات بطيبة وجهالة أحيانا , أمر غير مبرر ولا يستقيم مع فطرة مجتمعنا , وأجزم قولا لو تركناهم طيبة وراحت حقوق فلن يتركونا حسدا وغلا مما نحن فيه حقا أن العمالة في نعيم.