أتفق معك فالقطط ترتع قرب مكتبي

أقول للأستاذ محمد أبو عبدالعزيز- حفظك الله ورعاك- لقد قرأت مقالتك ،وكنت وأنا أستمتع بهذه السطور تداهمني نزعات قوية من الضحك ..أنا وزوجتي خرجنا في أحد الأيام في الصباح الباكر ننتهز فرصة هدوء الأجواء واختفاء سيارات الشباب ذات الأصوات المزعجة وعدم سماع التفحيط ،حيث ذهبنا إلى الممشى القريب منا ،ولكن مالفت نظري ارتفاع نباح الكلاب وصوت مطاردتها داخل الحي الى درجة أنه خالجتني بعض التوقعات بهجوم بري منظّم من تلك القطعان التي تربت بيننا ولكن لاتحترمنا ،ما جعل زوجتي تسير خطوتين وتنظر الى الخلف الى درجة القلق، فالوضع تطور، فهناك أحياء كما أشرت في مقالتك تعج بأنواع القطط ،وهناك أحياء تأوي الكثير من قطعان الكلاب الضالة.
لم يحالفنا الحظ في تلك الطلعة فعدنا الى المنزل، والشيء العجيب يا أباعبدالعزيز إنه لو تم جمع تلك الحيوانات وغيرها من الأحياء لتوقعت أن تضطر البلدية ترسية مشروع محميّة ثم يواجهنا من جرائها اقتطاع مساحة كبيرة من الأرض ليست بالسهلة مما يجعل الكثير يفقد فرصة منحة أرضٍ سكنية.
ولكن كانت فكرة البلدية جميلة جدا، أن نتعايش نحن والحيوانات الضالة في مكان ليُصبح بيننا زادٌ وملح ،أخي محمد أقسم بالله إنني رأيت في إحدى المرات وأنا أريد الدخول إلى إحدى البقالات في الرياض جرذا يلاحق قطاً وكان القط مولِّيا هاربا ،هذا المنظر حدث أمام عيني إلى درجة إنني وأَحَد المارة وقفنا نتحدث غارقين ضحكا لغرابة الموقف.
أخي ابوحميد، قال المثل: عيش كثير تشوف كثير،أمّا دور البلدية والأمانات التي وللأسف اصبح ظاهرا للأعيان في عدة مواضع فقط وهي سن المخالفات وسحب رخص المحلات حتى ولو بدون وجه حق ،وتصنيف محلات ،هذا تجاري والآخر غير تجاري ،وهي جميعها في شارع واحد وعلى رصيف واحد ،وكأنّا في لعبة شختك بختك أو مشغولين ببرنامج أحفر وإدفن إلى أن يأتي الله بالفرج ،واأُقسم بالله أن أحد المقاولين يقوم بترقيع الطريق من أمام مستشفى الأطفال ومستشفى الجبر للأنف والأذن والحنجرة بالأحساء من سنتين إلى حد اليوم، والمسافة لا تزيد عن 700 مترٍ ليس كلم، والأمانة على نفس الشارع عند الإشارة الثانية، والشيء الذي حيّرني أن هؤلاء المسئولين لا يقضون إجازاتهم إلّا في دولٍ تشهد تطوراً رهيباً، وما استفادوا في نقلهِ لواقعنا الذي تطوّر إلى قطعان القطط والكلاب والنمل بألوانه، ونحن المواطنين ما زلنا نأمل من الأمانات وفروعها خيراً، يا أخي تلك الإدارات تنشغل في تزيين مداخلها وبناياتها بما يعادل إنشاء طريق دولي ،وأكبر دليلٍ داخل الأحياء التي تتنمى شوارعها رائحة الإسفلت... وأخيرا أهديك هذه الأبيات:



بالله يا أهل السوق والّي تعرفون
من وين نشري للأمانة أمانة
ما نحصّل الخدمة مثل ما يقولون
وكلّ يُهايط إنه عنتر زمانه
يا للأسف كنْهم عمي ما يشوفون
ولا يناظر شيء ما هوبـ شأنه
شيء يغيظ القلب ويغيّر اللون
لكن نرجي الله يجبر عزانه