شفافية .. زعيم

إذا كنّا كمواطنين مخلصين لديننا، ثم مليكنا ووطننا، قد تأثرنا كثيراً بما أعلنه الديوان الملكي من حاجة قائدنا ومليكنا لبعض الراحة، إثر وعكة صحية عارضة، إلا أن القائد عبدالله بن عبدالعزيز في نفس الوقت، علّمنا كيف يرسي قواعد الشفافية والمصارحة مع شعبه، حتى في ظرفه المرضي. لم يخبئ الإنسان ، ألم المرض، ولم يعتبره سرّاً عسكرياً يجب التكتم عليه وعدم إفشائه أو الاعتراف به، كما يحدث في العديد من دول العالم، التي ربّما تجرّم أو تحاكم أو تسائل مسربي هذه الأخبار.
لم يدعُ عبدالله بن عبدالعزيز للمكابرة أو تزييف حقيقة أو إخفائها، لكن ولأنه الصّادق دوماً مع شعبه، والأمين مع وطنه ومواطنيه، فقد صارحهم بأنه في حاجة للراحة جرّاء انزلاق غضروفي في الظهر، أصابه مثلما يصيب ملايين البشر، ويحتاج للراحة مثلما يحتاجون.
إعلان بهذا الشكل، وبهذه الطريقة، يدل على روعة هذا القائد، المتواضع، الصريح، الذي يقر بأنه عبدالله، وأنه إنسانٌ، لا يقبل أن يُخدع أو يَخدع، وبالتالي فإنه ليس فوق البشر.
توصيف بهذا الشكل، وشفافية ووضوح بمثل هذه المصداقية، تقطع دابر الشائعات، وتضع الأمور في نصابها الصحيح، خاصة وأن شخصية قيادية ومؤثرة في جميع أنحاء العالم، مثل شخصية خادم الحرمين الشريفين، لا شك أنها محط أنظار الجميع، ومحل اهتمام ومتابعة في جميع العواصم العربية والإسلامية والعالمية.
لم يتعنت "المسؤول" في عبدالله بن عبدالعزيز، ليوهم الناس ـ وهو المؤمن بربّه ـ بأنه من طينة أخرى، بل إنه ومن منطلق مسؤوليته الكبرى وقبل بيان الديوان الملكي، أصدر أمراً كريماً بتمديد اجازة العيد للمدارس وتأجيل الدراسة، وكأني به ـ حتى في أشد اللحظات يقول لأبنائه وبناته من الطلاب والطالبات : "إني أحس بكم، وأقف معكم".

ـ كم تكون كريماً يا أبا متعب.. حتى وأنت في لحظات المرض، لا تخفي حقيقة، ولا تنسى شعبك.
ـ كم أنت رائع يا أبا متعب..
ناديت وتنادي بمبدأ الشفافية، والصراحة والوضوح، وتبدأ بنفسك، إذ لا شيء تخفيه أو تداريه.
ـ كم أنت عبدالله يا ابن عبدالعزيز..
كل القلوب تتوجه لله، في هذه الأيام المباركة، داعية لك بالشفاء العاجل، ومتضرعة لله بأن يحميك من كل سوء، ويحفظك من كل سقم، لتكون كما كنت دائماً .. العبد الصالح، والأب الحنون، والأخ الوادع، والابن البار لهذا الوطن.. شعباً وأرضاً.